قلة هم من يستطيعون تحمل ثقل القميص رقم 10 في برشلونة، ذاك الرقم الذي ارتداه عظماء مثل ليونيل ميسي، رونالدينيو، ودييجو مارادونا. لكن لامين يامال، الجناح الإسباني الشاب، يبدو مستعدًا لمواجهة هذا التحدي بجرأة نادرة.
في سن الثامنة عشرة، وقّع يامال على عقد جديد يربطه بالنادي الكتالوني لمدة ست سنوات، ليصبح اللاعب الأعلى أجرًا في فريق المدرب هانز فليك، براتب سنوي يُقدّر بـ30 مليون يورو (نحو 34 مليون دولار).
لكن هذا العقد لم يكن مجرد مكافأة على موسمه الاستثنائي الذي توج فيه بالثلاثية المحلية، بل جاء كرسالة واضحة: يامال هو رهان برشلونة على المستقبل.
ومع هذا الرهان، تلوح التحذيرات في الأفق: لا مجال لتكرار سيناريو نيمار. على يامال أن يبقى مركزًا، محافظًا على تواضعه وجوعه للنجاح، إذا ما أراد دخول قائمة الخالدين في تاريخ اللعبة.
منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول، جذب لامين يامال أنظار العالم بموهبته الخارقة، بفضل سرعته المذهلة، ومراوغاته السلسة، وحسه التهديفي العالي. لم يتألق فقط مع برشلونة، بل أصبح عنصرًا محوريًا في منتخب إسبانيا أيضًا.
وقبل أن يُكمل عامه الثامن عشر في 13 يوليو 2025، كان قد ساهم بالفعل في 74 هدفًا مع النادي والمنتخب، وتُوّج بأربعة ألقاب كبرى، بينها بطولة أوروبا. أرقام استثنائية تجعل منه مرشحًا بارزًا ليصبح أصغر لاعب يحرز الكرة الذهبية في التاريخ.
ومع إعارة أنسو فاتي إلى موناكو، خُلي القميص رقم 10، ليختاره يامال دون تردد. قال بثقة لقناة النادي: “لا أشعر بأي ضغط. أنا في أفضل نادٍ في العالم. ميسي شق طريقه، وسأشق طريقي الخاص”.
قد تبدو هذه الكلمات جريئة، لكنها تعبّر عن شخصية لاعب لا يخشى التحديات، خلافًا لأنسو فاتي الذي عانى من تبعات القميص الأيقوني. يامال، على العكس، يبدو مصممًا على كتابة فصل جديد في تاريخ برشلونة، لا بوصفه “الوريث”، بل باعتباره “القائد الجديد”.
0 تعليقات الزوار