هل يمحو إيكيتيكي مع ليفربول فشله في باريس؟

بعد موسم رائع مع آينتراخت فرانكفورت في الدوري الألماني، يبدو أن المهاجم الفرنسي الشاب هوجو إيكيتيكي على أعتاب خطوة كبرى نحو الدوري الإنجليزي الممتاز، مع تصاعد اهتمام ليفربول بضمه هذا الصيف.

وبينما كان نيوكاسل يونايتد الأقرب للحصول على توقيعه، جاء ليفربول ليدخل السباق ويجعل الأمور أكثر إثارة.

فهل يكون إيكيتيكي القطعة المفقودة التي يحتاجها الريدز لإضافة أبعاد جديدة لهجومه؟

موهبة متفجرة

بدأ إيكيتيكي مسيرته مع ريمس في فرنسا، حيث أظهر لمحات من موهبته، لكنه واجه بداية غير مستقرة مع باريس سان جيرمان لاحقا، بسبب المنافسة الشرسة مع أسماء مثل كيليان مبابي ونيمار وليونيل ميسي.

انتقاله إلى فرانكفورت في يناير/كانون الثاني 2024 كان نقطة التحول الحقيقية، حيث انفجر مستواه مع نهاية الموسم.

في آخر خمس مباريات من موسم 2023-2024 في البوندسليجا، سجل أربعة أهداف وصنع خمسة أخرى، ليؤكد أنه مهاجم لا يحتاج سوى للثقة والدقائق المنتظمة ليُظهر قدراته.

واستمر توهجه في الموسم التالي، إذ أحرز 15 هدفا وصنع 8 أخرى، ليكون سادس هدافي الدوري الألماني، ويساعد فرانكفورت على تحقيق أفضل ترتيب له منذ 13 عاما والتأهل لدوري أبطال أوروبا.

أرقام مبهرة

يُنظر إلى إيكيتيكي على أنه البديل المثالي لألكسندر إيزاك، الذي كان الخيار الأول لليفربول قبل أن يرفض نيوكاسل بيعه.

إحصائيًا، إيكيتيكي كان أحد أخطر اللاعبين هجوميا في الدوريات الخمس الكبرى الموسم الماضي، حيث أحرز 0.67 هدف متوقع (xG) لكل 90 دقيقة (خامس أعلى معدل)، و0.24 هدف متوقع من صناعة الفرص لكل 90 دقيقة (ضمن أفضل 50 لاعبا)، وأطلق 4.1 تسديدة لكل 90 دقيقة، و7.2 لمسة في منطقة جزاء الخصم لكل 90 دقيقة، ليقف في مصاف لاعبين مثل لامين يامال ومبابي وعثمان ديمبلي.

كيف يناسب أسلوب ليفربول؟

ليفربول بقيادة المدرب الهولندي آرني سلوت يعتمد على الضغط العالي والهجمات المرتدة السريعة، وهنا يظهر إيكيتيكي كخيار مثالي.

في فرانكفورت، كان بارعا في استغلال المساحات خلف الدفاعات، وسجل ثاني أعلى عدد من الأهداف في أوروبا من هجمات مرتدة.

كما كان من بين أكثر اللاعبين تسديدًا بعد المراوغات، بـ44 تسديدة خلف فقط لامين يامال ومبابي ومايسون جرينوود.

الأهم أنه أظهر التزاما بدنيا قويا في الضغط على دفاعات الخصوم، بمتوسط 15.3 محاولة ضغط عالية الكثافة في الثلث الأخير لكل 90 دقيقة، وهو معدل أعلى من أي لاعب آخر في فرانكفورت.

الفرصة الثانية في نادٍ كبير

قد يخشى البعض تكرار تجربة إيكيتيكي الفاشلة مع باريس سان جيرمان، لكن الفارق هذه المرة أن اللاعب يأتي إلى ليفربول أكثر نضجا ووعيًا بمتطلبات اللعب في نادٍ كبير.

إلى جانب ذلك، فإن المنافسة على مركز المهاجم الصريح تبدو أقل ازدحاما، مع احتمالية رحيل داروين نونيز ولويس دياز، وغياب ديوجو جوتا المؤلم بعد وفاته.

وجود محمد صلاح وكودي جاكبو بجانبه سيمنحه فرصة للتأقلم بسلاسة، كما أن العمل تحت إشراف سلوت، المعروف بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب، قد يساعده على الارتقاء بمستواه إلى مستوى النخبة.

إذا اكتمل انتقال إيكيتيكي إلى ليفربول، فهو بلا شك صفقة تحمل قدرا من المخاطرة، لكنه أيضا قد يكون الاستثمار الذي يضمن للريدز حلا طويل الأمد في خط الهجوم.

قدرته على التمركز، خلق الفرص، والضغط العالي تجعله خيارا مثاليا لأسلوب اللعب في آنفيلد.

ومع عمره (23 عاما)، قد تكون هذه الصفقة بمثابة الانطلاقة الحقيقية له كلاعب من الصف الأول في أوروبا.